الكتاب الذي اجتمعنا للاحتفاء بتأليفه، يدخل في إطار ثقافة الوفاء لما بذله أساتذتنا وشيوخنا من جهد في تبليغ رسالتهم العلمية. وهو وفاء يبرز ثمرات ناضجة، أبت إلا أن تقدم دراسات علمية أهدتها لمن فتح طريقها نحو علم تحقيق النص التراثي وقراءته قراءة جادة، تمكن من الاستفادة منه، استفادة معرفية وجمالية وفكرية. وهو الدكتور عبد الله المرابط الترغي. وهي التفاتة طيبة، تبرز حضوره وامتداده. فكما نعلم، فقد ظل رحمه الله طيلة حياته منغمسا في ثنايا التراث الأدبي المغربي، ينفض عنه الغبار، ويمسح عن وجهه ملامح النسيان، فأصبح حجة في هذا الميدان، يقبض على جمرة شغفه بهذا التراث توثيقا ومعرفة ودرسا، حاول كل من تتلمذ على يديه الاغتراف من فيضه، لينساب في فضاءاته الغرثى إلى المعرفة والبحث..
ولعل أول درس تعلمته منه شخصيا، هو أن البحث العلمي ليس ترفا وتحلية،، وإنما هو ضرورة ومسؤولية وأمانة، لذا كانت وجهته إلى التراث تحقيقا وتعريفا ودراسة لأعلامه خالصة لوجه هذا البحث وتنميةِ آفاقه، والغوصِ في مساربه، من أجل الاستفادة منه وإضاءة الحاضر من خلاله.. وربما كان أبسط شاهد على ما أذكر هو أنه ما إن يسمع بمخطوط الا وكان يحرص على امتلاك نسخته، في لهفة الباحث، ليعتكف عليه في تأني العالم المقتدر. وكنت ممن أتيحت لهم فرصة الوقوف على طريقة تعامله مع التراث، حيث كان يعتبر كل جزء منه قطعة فنية يجب إحياؤها بتجلية صورتها بشكل يجعله مفيدا وممتعا في آن واحد. ومن خلال ذلك وقفت أيضا على مقدرته الفائقة على التتبع ونظرته الشمولية التي تحاول الإحاطة بالظاهرة التي يتناولها بالدرس، ويتابع تطورها عبر الحقب والعصور لإتاحة الفرصة والمجال للباحثين للوقوف المتأني يين يدي موضوع من موضوعاتها أو مصنف من مصنفاتها..
وإذا كان التراث مقوم أساس من مقومات الحفاظ على الهوية باستلهامه واستنطاقه، فإن عملية التحقيق ضرورية، والأمة ما زالت في أمس الحاجة إليها للتعرف على ماضيها والتعلم منه، خاصة وأن تراثنا ما زال أغلبه مخطوطا، لذا كان الترغي رحمه الله يعتبر أن هذه العملية بمثابة إحياء النص، من أجل الاستفادة منه، لأن النص المخطوط عنده نص ميت، والتحقيق يعمل على إحيائه. إلا أن هناك شروطا كان يحرص على غرسها في طلبته ومريديه المقبلين على التحقيق، وهي ضرورة التزود بالثقافية التقنية، أي يكون المحقق ملما بأسرار اللغة العربية، بنحوها وصرفها وبلاغتها وأساليب تراكيبها وغير ذلك، وأن على دراية كافية بعلم المكتبات، مخطوطها ومطبوعها، وبقواعد تحقيق المخطوط، وأن تكون له ثقافة معرفية، خاصة في الميدان الذي سيجري عليه التحقيق، مع الاتصاف بالصبر والأمانة ودقة الملاحظة وحسن التنظيم والترتيب، ـوالألفة والاستئناس بالنص الذي يشتغل عليه، كالتمييز بين أنواع الخطوط والتمرس بقراءتها قراءة جيدة. وهي شروط أساس تمكن الباحث من قراءة النص وفهمه بشكل صحيح أقرب إلى ما ذهب إليه صاحب النص. وتعتبر مرحلة أولى من مراحل عملية التحقيق، ثم تأتي المرحلة الثانية، وهي مرحلة تثبيت النص والمقابلة بين نسخه، والتعليق في الهوامش بما يخدم النص ويوضحه، لتليها المرحلة الأخيرة وهي التدقيق في تخريج النص، كالتثبت من شكل الآيات والأشعار والتثبت من علامات الترقيم وغير ذلك. وإذا لم يتوفر المحقق على هذه الشروط، أو على الأقل على درجاتها الدنيا، فإن العملية تتعثر، ولا تستوي على سوقها نظرا لعدة أمور لعل أهمها أن النص المحقق نص ينتمي إلى عصر مختلف، وبينه وبين من يتصدى لتحقيقه مسافات زمنية قد تؤدي إلى عدم الفهم إذا لم يمتلك معرفة شمولية بظروف العصر ولغته ومصطلحاته المتعلقة بمجاله المعرفي، والانتباه إلى التحولات التاريخية للغة، والاعتكاف على اكتشاف أساليب لغة كاتب النص نفسه، حتى يستطيع التعامل مع النص بسلاسة ويسر. كما أن نصوص التراث أنتجت لتستجيب لواقع عصرها وللإشكالات التي طرحت فيه، بينما يعيش المتصدي للتحقيق واقعا آخر وقضايا قد تكون مختلفة كليا، وهذا قد يؤدي – إذا لم ينتبه المحقق- إلى تحميل النص ما لا يحتمل ولي عنقه ليقول ما لم يقصد، فتنتفي بالتالي القصدية من إحياء التراث وتحقيقه.
من هنا كان الترغي رحمه الله يعتبر أن كل عملية تحقيق هي عملية مستقلة بذاتها، لا تشبه أي عملية أخرى، حسب ما يمتلكه المحقق من عدّة، ومرجعيات وجهد في القراءة. وانطلاقا من هذه الفكرة نجد بين أيدينا في هذا الكتاب عوالم متعددة من عمليات التحقيق، كل عملية تتميز بنوع من الخصوصية، وتقدم عالما متفردا، لكنه يشترك مع العوالم الأخرى في كونه أولا أخلص لنزعة شيخنا الدكتور عبد الله المرابط الترغي العلمية في التحقيق، ولمنهجه القائم على حسن القراءة وجودة النظر والتحليل[1]، وفي كون دراسات الكتاب ثانيا، نظر إلى النصوص برؤية علمية ومنهجية، تستجيب لشروط التقديم، كما تسعى إلى الدراسة والتحليل والتمحيص بنسب متفاوتة. فالدراسات المتضَمَّنة للكتاب هي في أصلها قدمها أصحابها بين يدي تحقيقهم لنص من النصوص التراثية المغربية، تتضمن جميعها مداخل تمهد للقراءة، وخواتم تستنتج أهم ما توصلت إليه، وما بينهما دراسة تغري القارئ للاطلاع على النص المحقق، وتتضمن غالبا موضوع النص، وترجمة ضافية لصاحب النص، ووضعه في سياقه التاريخي والثقافي العام، ومنهجه في تأليف كتابه وترتيبه، ومصادره التي اعتمد عليها، وكيفية تعامله مع المعلومة وأسلوب عرضها، وأهمية الكتاب وقيمته العلمية، مع اختلاف وتفرد كل دراسة عن الأخرى.
وتهتم هذه الدراسات بمجموعة من الأجناس التراثية، هي الشروحات الأدبية والرسائل والمرائي والمناقب. ولا يخفى أن ما جمع هذه الأجناس في هذا الكتاب على اختلافها، هو رغبة الباحثين الجادة في بسط تجربتهم العلمية في مجال علم التحقيق. من هنا كان العنوان “في تحقيق النص التراثي” مفتاحا نلج منه إلى رؤية كل باحث للتحقيق من جهة، وإلى طبيعة الموضوع الذي اختاره مشروعا لمجال بحثه العلمي. وقد اختار د.علي أغصاي جنس الشروحات الأدبية، للاشتغال على نص من نصوصه، فركز، بعد تقديم المولف وكتابه، وموضوعه ودواعي تأليفه، على عملية الشرح اللغوي والدلالي والبلاغي التي قام بها عبد الرحمن الجامعي الفاسي لأرجوزة الحلفاوي في فتح مدينة وهران، وعلى ما أسماه بالامتداد الأدبي، حيث انساق المؤلف إلى التوسع في القضية التي يعرضها ومناقشتها وإيراد الأشباه والنظائر المؤكدة لصيغها اللغوية والبلاغية، والنصوص الشعرية والنثرية الواردة في ذلك، مع ما يصاحبها من أحداث وأخبار تاريخية. وهذا التوسع والامتداد، والشمولية في تناول قضية من القضايا، ومناقشة مختلف جوانبها، هو منهج معروف ومتبع عند القدامى. وخلص إلى أن شرح الجامعي من أهم الشروحات الأدبية على عهد المولى إسماعيل، التي عكست لغة عصره وثقافة بيئته.
واختار د. أنس الخمال العمراني الاشتغال على نص تراثي يجمع بين نوعين أدبيين سائدين في التراث الأدبي المغربي وهما: الشروح الأدبية والمناقب، فتناول بالدراسة كتاب “تحفة الطالب في شرح مقصورة المناقب” لأحمد بن عبد الوهاب الوزير الغساني، وتعرض للمؤثرات الثقافية في فكر المؤلف، ودور الزاوية في التأثير على حركة الأدب في عصره، ووضع الكتاب في سياقه النوعي ضمن مصنفات الشروح الأدبية والمنقبية، وطبيعة التأليف فيها، وتعرض بتفصيل لدواعي تأليف التحفة، وما صاحبه من صراع خفي حول مسألة وراثة السر في الزاوية الفاسية بفاس، والذي حسم فيه الغساني حين بين ما تمثله طريقة شيخه أبي العباس أحمد ين محمد بن معن من سند صوفي، وما يتحقق فيها من شرعية الانتساب إلى سلسلة من الأقطاب المتواصلة والمترابطة ابتداء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهاء بشيخه ابن معن. كما وضّح طبيعة الشرح في تحفة الطالب، الذي جعل منه نصا يجمع بين الشرح الأدبي ذي التوجيه التاريخي، والترجمة المنقبية.
د. محمد أفيلال الاشتغال بأدب المناقب، لما له من أهمية في تراثنا المغربي في التعريف برجالات الأدب والثقافة والتصوف، فاشتغل على كتاب “الفتح الوهبي في مناقب الشيخ العربي” لمحمد العربي بنداود الشرقي” وقدم المؤلف أنموذجا لدراسة لأدب المناقب بين الإمتاع والإقناع، حاول من خلاله وضع الكتاب في إطاره الأجناسي، وقدم تعريفا للمنقبة والترجمة، كما اعتبر الكرامة مكونا ثابتا من مكونات المنقبة، وتناول بالدرس والتحليل إحدى كرامات الشيخ البجعدي الشرقي، من خلال المقاربة البلاغية، والتركيز على مكونات الخطاب المنقبي، بتوجيه التحليل نحو الكشف عن منزلتي الإمتاع والإقناع، للكشف عن خصائصه البلاغية والأسلوبية، ليخلص إلى أن هذا الخطاب رغم خصوصيته التي تميز عن باقي الخطابات النثرية التراثية الأخرى إلا أنه يظل خطابا بلاغيا ومعرفيا يسعى إلى صيانة العقيدة الإسلامية، باعتبارها مكونا من مكونات الهوية الثقافية العربية.
كما ذهب إلى ذلك د. محمد البقالي، فاختار الاشتغال على أدب المناقب، بوصفه نمطا من أنماط الكتابة الصوفية، وركز على مقاربة إشكال فنية الكتابة المنقبية انطلاقا من كتاب المرقى في بعض مناقب القطب سيدي محمد الشرقي، للشيخ عبد الخالق العروسي، بدراسة مكوناتها وسماتها، واستجلاء منهجية بناء الترجمة فيها، ورصد قيمتها العلمية والتاريخية. وقد جاءت الدراسة شاملة تستجلي خصائص الكتابة المنقبية وثوابتها القائمة على أربعة أصناف حسب ما استخلص الترغي رحمه الله، الصنف الأول: نقل مناقب الرجال في إطار مراحل زمنية متعاقبة، وتبيين دور كل مرحلة في استمرارية الولاية ووراثة سر طريقة الأشياخ، الصنف الثاني إبراز دور الشيخ وأهميته في وراثة السر وكجال تصرفه في ذلك، ومدى ما حصل من التبرك به والاستفادة لأتباعه ولعصره، ويمثل كتاب المرقي أنموذجا لذلك. الصنف الثالث التعريف بالشيخ لأدل إثبات ولايته وما يمثله من استمرارية في وراثة سر طريقة من الطرق الصوفية. الصنف الرابع يقوم على سرد أقوال الشيخ وعرض ما واجه به نصا أو موقفا بالشرح والتعليق. واستخلص الباحث ما للكتاب من أهمية باعتباره مصدرا مهما من مصادر التأريخ للزاوية الشرقاوية.
وقد نحا د. رشيد بنعجيبة هذا المنحى في اختيار الاشتغال بأدب المناقب من خلال دراسة كتاب “اختصار يتيمة العقود الوسطى بن محمد المُعطى الشرقي” لمحمد المكي، لكون كتب المناقب، حسب تعبيره، تكتنز معطيات ومعلومات ثمينة ومفيدة في تعريف واقع المجتمع في مجالات معرفية مختلفة. وقدم من خلال الكتاب الفرق بين الاختصار والتهذيب، ثم بسط المحتوى العام للكتاب وطبيعة موضوعه، الذي تجلى في شكل سير وكرامات واستطرادات غنية تتخللها تراجم المؤلف، وتعكس خلفياتهم الدينية والفكرية والسياسية. كما تعرض لقيمته العلمية والتاريخية، ولتنوع مصادره النصية والشفوية والمعاينة، ليخلص إلى اعتبار اختصار اليتيمة من كتب المناقب المغربية القيمة والمكملة للمؤلف الأصل يتيمة العقود الوسطى، ومن المصادر الهامة التي أرخت للزاوية الشرقاوية خلال القرن الثامن عشر الميلادي.
أما د. المفضل أخماش فقد فضل أن يشتغل على جنس من الأجناس النثرية التراثية وهو جنس الرسالة، فاختار الاشتغال على الكتابة الترسلية عند الشيخ علي العمراني، بدراسة أهم مقوماتها الفنية والجمالية. فصدر دراسته بالحديث عن موقع العمراني في عصره المليء بالفتن والصراعات السياسية حول السلطة، وبالكشف عن بعض أسرار اللغة الصوفية، وبيان الفرق بين الرسالة الأدبية والرسالة الصوفية. ثم قام بتحليل نماذج من رسائل العمراني، حيث غاص في بنيتها العميقة، وفكك عناصر أسلوبها وتراكيبها، وانعكاس ذلك على دلالاتها ومعانيها الموغلة في المقامات الروحية والتوجيهات الوعظية والإصلاحية.
واختار أيضا محمد سعيد البقالي أيضا هذا الجنس الأدبي للاشتغال عليه، من منطلق تداخل الأجناس في رسائل أبي إسحاق الصابي، ومهد لدراسته بمدخل تحدث فيه عن بعض تقاليد الكتابة الترسلية، وبعض أعرافها، وقدرتها على امتصاص أجناس تعبيرية أخرى، وقدرتها على الذوبان والانصهار فيها. ثم حاول رصد أشكال التداخل في رسائل أبي إسحاق الصابي، أحد أبرز كتاب القرن الرابع للهجرة، فذكر من هذه الأشكال الوصية وطبيعة توظيفها في سياق الترسل، الأمر الذي جعلها عنصرا خادما للرسالة، وبانيا لمعماريتها الفنية. والخطبة، حيث قامت الرسالة أحيانا مقام الخطبة، ونابت عنها في التعبير عن مختلف القضايا، ويتخذ المتكلم في الخطبة الترسلية وضعيتين: وضعية المشافهة ووضعية المراسلة. وبين الباحث من خلال التحليل على مستوى البناء وعلى مستوى الموضوع والغرض، بأن رسائل الصابي تستلهم قواعد الخطبة ومقوماتها. ومن الأشكال التي رصدها الباحث في هذا التداخل النقد، حيث تحمل الرسائل نظرات نقدية، تمكن المخاطب من تحسين ألفاظهم ومعانيهم، والعناية بها. ومن الأشكال الأخرى التي رصدها أيضا السيرة الرسائلية، حيث وجد في الرسائل ملامح السيرة الذاتية والسيرة الغيرية، الأمر الذي يتيح الاطلاع على سير الأفراد.
أما د.محمد أحمد أنقار فقد اختار الاشتغال على نصوص نثرية صوفية، وهي المرائي، لم تأخذ مكانها في الدراسة والنقد إلا نادرا، على الرغم من انتشارها، وقدم لدراسته بمحاولة تجنيس المرائي، فبين الفرق بين الرؤيا والخبر، لاستناد الكثير من النصوص في التراث العربي إلى تقنية الإخبار، واعتبار الخبر مكون أساس من مكونات مرائي الشيخ محمد المعطي، له وظيفة إقناعية وفنية، كما اعتبر البشارة حدا من حدود الرؤيا لاقترانها بالخبر المفرح، وللغاية التي تهدف إليها، والتي تصب في إطار التسليم بالمرائي والإذعان لتصديقها. كما حاول الكشف عن الأبعاد الدلالية والبنيات الفكرية لمرائي الشيخ المعطي، ودراسة مكوناتها البلاغية والجمالية مستلهما في ذلك الرؤية البلاغية لشيخه محمد أنقار. والحقيقة أن الدراسة الأصل الذي استل منها هذه الخلاصات المقدمة في كتاب “في تحقيق النص التراثي” دراسة جيدة استفدت منها شخصيا في تدريسي لماستر الأدب المغربي على عهد الدولة العلوية، في مادة الأجناس النثرية في العصر العلوي، وهي دراسة تستحق الطبع والنشر، لأهمية الرؤية الجمالية والبلاغية التي نظر بها الباحث للنص التراثي، واستفادته من معطيات الدرس النقدي والبلاغي الحديث. كما هو الشأن في ذلك لباقي الدراسات المقدمة في هذا الكتاب، والتي هي عبارة عن زبدة لدراسات وتحقيقات، نأمل أن ترى النور قريبا لجديتها وجودتها، وقيمتها العلمية والفكرية.
في الأخير أجدد الشكر لمكتبة
سلمى الثقافية والمركز المغربي للبحث العلمي وتحقيق التراث، على نشر الكتاب، وجعله
في متناول القارئ الجاد، وأشكر مؤسسة داود لتمكيننا من هذا الفضاء الباذخ الحافل
بعبق الأصالة والهوية، كما أشكر بصفة خاصة المؤلفين الذين شرفوني لتقديم هذا
الكتاب، الذي يغري بالمزيد من البحث والتنقيب، والحث على النبش في ذاكرتنا العلمية
والثقافية والأدبية، واستخراج ما فيها من كنوز، إذا أحسنا استثمارها، فإنها لا شك
قد تجيب عن عدد من الإشكالات والقضايا التي تؤرقنا في عالمنا المعاصر. اللهم أنر
طريقنا بالعلم والمعرفة والمحبة، وأنر مآلنا ومآل
شيوخنا بالسلام، وأبلغهم منا السلام، أحياء أو أمواتا، أينما حلوا أو ارتحلوا…
[1] ـ في تحقيق النص التراثي، مجموعة من المؤلفين، من تقديم د.محمدةالحافظ الروسي، ص6.