إن الكتابة النقدية عن المسرح ليس بالأمر الهين، نظرا لما يحفه من مزالق في الأحكام، خاصة مع ندرة النصوص أو قلتها. والنص المسرحي يعد عنصرا أساسا في الكتابة الدرامية، الذي يحدد طبيعة العناصر الأخرى من ممثلين ومشاهد وغيرها. وكتاب بلاغة العرض المسرحي، يحاول أن يستعرض طبيعة بلاغة العرض المسرحي، ويراهن نقديا على ما بعد الكتابة، أي على النص المسرحي، في منطقة معينة، حددتها د.حياة خطابي في المنطقة الشرقية من الوغرب، وما يزخر به من تجارب مسرحية غنية. وقد قسمت دراستها في هذا المجال إلى مجموعة من المباحث مهدت لها بتوطئة في خصوصية الإخراج المسرحي بالمنطقة الشرقية، خاصة في العرض وإشكالية الإلقاء والتلقي.كما سلطت الضوء على مجموعة من النماذج التي تدخل في إطار التجريب السينوغرافي بوجدة، وما يحيط به من عناصر جمالية تفرض بلاغتها.
وقد خلُصت الباحثة إلى مجموعة من النتائج القيمة، حيث اعتبرت أن عناصر العرض المسرحي لا تتكون في صورتها النهائيةـ إلا باستكمال الأدوات المكونة له من إخراج وأداء وسينوغرافيا، وغير ذلك من العناصر التي تضفي جمالية خاصة على النص المسرحي في حد ذاته. كما بينت أن العرض المسرحي في المنطقة الشرقية لم يستقر بعد، وأنه ما زال في خضم النمو والتطوير التجريبي. والدراسة برمتها تستوجب المتابعة والاهتمام، لما ستضيفة للمكتبة النقدية المسرحية، خاصة في المنطقة الشرقية، كما تعتبر إضاءة جادة ومهمة تخضع لشروط البحث العلمي وآلياته، الأمر الذي من شأنه أن يفيد الباحثين والمهتمين بالشأن المسرحي على وجه الخصوص.